دراسات إسلامية

 

 

الثقافة الإسلامية وأثرها في الحضارة

(4/4)

 

 

 

بقلم : الأستاذ محمود الشرقاوي

 

 


13-   في علم الاجتماع :

     يبحث علم الاجتماع أو السوسيولوجيا ، عن أحوال الجماعات والشعوب وما تتصف به في محافلها ومعايشها ، وأعيادها ومواسمها ، وما إلى ذلك أو هو يبحث عن عوامل تكوين الشعوب والأمم وتطورها ونضجها وقوتها ، ثم ما يعتريها من عوامل الضعف والانحلال ومايتصل بذلك .

     وسواء أردنا من علم الاجتماع المعنى الأول أو الثاني ، فإن العرب لهم فيه القدح المعلى ، فكتب الرحلات والخطط مليئة بذكر أحوال الأمم ، ووصف معايشها وعاداتها وطرائفها في ذلك .

     وأشهر من كتب في هذا الميدان المسعودي ، في كتاب «مروج الذهب» إذ شرح فيه أحوال الأمم والآفاق لعهده ، وذكر نحلهم وعوائدهم ، وتعرض لكثير من طرائفهم .

     وابن حوقل الذي يقول : إِنه وصف أقاليم البلدان، وبين الغامر منها والعامر ، ومالها من قوانين، ووجوه الأموال والجبايات والمجالب والتجارات ؛ وأبو الريحان البيروني صاحب كتاب «تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة» وقد برز البيروني كأكبر شخصية علمية إِبان النصف الأول من القرن الخامس الهجري ، إِلى حد أن اطلق جورج سارطون – وهو مؤرخ تاريخ العلوم الشهير – على النصف الأول من القرن الحادي عشر الميلادي اسم «عصر البيروني» وقد انتهى البيروني من تأليف كتابه عام 423هـ - 1031م . ويعد الكتاب وثيقة تاريخية اثنوجرافية ؛ حيث إِنّ البيروني لم يدرس طبيعة هذه البلاد وأحوال سكانها فحسب ؛ بل درس كذلك لغتها وآدابها في مختلف بيئاتها ، ووقف بنفسه على رسومها وتقاليدها ، وهو فيما يكتبه عنها يعتمد على ما شاهده بنفسه وسمعه بأذنيه أكثر مما يعتمد على ماقرأه.

     ووصف ابن بطوطة في رحلته الشهيرة «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» ما شاهده من أحوال الشعوب التي زارها وعاداتهم .

     وعبد الرحمن بن خلدون في مقدمته الشهيرة ، أربى على الغاية في عوامل تكوين الجماعات وتطورها وما يعتريها من عوامل القوة والضعف ، والبقاء والانحلال ، وقد سبق أوربا في كثير مما عرفته في العصر الحديث من نظريات ، ومن ثم كان هو المؤسس لعلم الاجتماع .

     يقول الأستاذ (ت . ج دي بوى) الأستاذ بجامعة أمستردام . وصاحب كتاب «تاريخ الفلسفة في الإسلام»: إِن المؤرخين القدماء لم يورثونا التاريخ علماً من العلوم ، يقوم على أساس فلسفي ، فمثلا كانوا يعللون لعدم بلوغ الإنسانية منذ زمان بعيد درجة أعلى مما بلغته في المدينة بالاستناد إلى حوادث أولية كالزلازل والطوفان ونحوها ، ومن جهة أخرى كانت الفلسفة المسيحية تعتبر التاريخ بوقائعه تحقيقًا أو تمهيدًا لمملكة الله على الأرض ، ثم جاء ابن خلدون فكان أول من حاول أن يربط بين تطور الاجتماع الإنساني وعلله القريبة ، مع حسن الإدراك لمسائل البحث وتقديرها مؤيدة بالأدلة المقنعة ، فقد نظر في أحوال الجنس والهواء ووجوه الكسب ، وعرضها مع بيان تأثيرها في التكوين الجسمي والعقلي في الإنسان والمجتمع» .

     وقال الأستاذ «فارد» الأمريكي في كتاب «علم الاجتماع النظري» «كانوا يظنون أن أول من قال وبشر بالحتمية في الحياة الاجتماعية هو «مونتسكيو» أو «فيكو» في حين أن ابن خلدون كان قد قال ذلك، وأظهر تبعية المجتمعات لقوانين ثابتة قبل هؤلاء بمدة طويلة» . وقال أرنولد توينبى في كتاب «دراسة في التاريخ» : ابن خلدون من العباقرة ، وفي مقدمته دلائل ساطعة على سعة النظر، وعمق البحث ، وقوة التفكير؛ ثم يقول وهو في المقدمة التي كتبها لتاريخه العام قد أدرك وتصور، وأنشأ فلسفة التاريخ ، وهو بلا شك أعظم عمل من نوعه ، خلفه أي عقل في أي زمان ومكان» .

14 – في الاختراعات :

     لقد سبق العرب غيرهم إلى اختراع طريقة الكتابة بالحروف البارزة الخاصة بالعميان ، اخترعها على بن أحمد بن يوسف بن الخضر المشهور بزين الدين الآمدي (ت 714هـ / 1314م) وكان قد فقد بصره في أول عمره ، فكان كلما اشترى كتابا لخزانة كتبه لف ورقة على شكل حرف من الحروف ، ولصقها في الكتاب ، وكانت هذه الحروف هي التي يستعين بها على معرفة ثمن الكتاب(1).

     وسبقت العرب الأوربيين إلى الطيران ، وقد حاوله عباس بن فرناس حكيم الأندلس ، وهو أول من استنبط صناعة الزجاج من الحجارة ، وأول من فك الموسيقي ووضع الآلة المعروفة بالمثقال ليعرف بها الأوقات على غير مثال ، ومثل في بيته السماء بنجومها وغيومها وبروقها ورعودها تمثيلاً يخيل للناظر أنه حقيقة(2).

     وسبقت العرب إِلى معرفة الطباعة فألف أبوبكر القدسي الأندلسي كتابًا في الخواص وصنعة الامدة وآلة الطبع غريب في معناه ، وكان عبد الرحمن بن بدر من وزراء الناصر ومن أهل المئة الرابعة ، «ينفرد بالولايات فتكتب السجلات في داره، ثم يبعثها للطبع فتطبع وتخرج إليه ، فتبعث في العمال وينفذون على يديه» ، أي أن الأندلسيين عرفوا الطبع لا بالحروف قبل مخترعه المشهور «جوتنبرج» الألماني بأربعمائة سنة.

     وقال المؤرخ جوتيه : إِن العرب عرفوا طريقة عمل التجليد الصناعي ، ولم تعرف أوربا سر هذه الصناعة إِلا في النصف الأول من القرن السادس عشر، وأدخلوا على أوربا الورق المعمول من القطن والورق الرخيص الثمن ؛ وكان الناس من قبل يكتبون على البردى وهو غال جدًا ، وكانت معامل «شاطبة» في أسبانيا تصدر بضاعة الورق إلى أوربا الغربية ، بينما كانت أوربا الشرقية تبتاع ورقها من بلاد الشرق الأدنى مباشرة ، على ما يشهد لذلك اسم الورق الدمشقي «شارتا داماسينا» صنع الورق من الحرير في سنة 650م في سمرقند وفارس ، ثم استبدل يوسف بن عمرو سنة 706م الحرير بالقطن ومنه الورق الدمشقي على ماذكره مؤرخو اليونان .

     ولقد أقام الوزير الفضل بن يحيى البرمكي الصناعة الأولى للورق في بغداد سنة (178هـ / 794م) وكذلك انتشرت صنعة الوراقة في مصر في عهد الفاطميين، وكانت تشمل صنع الورق ونسخ الكتب وتجليدها، وانتشرت في مصر محلات الوراقين، وكان ورق مصر يعرف بالمنصوري، كذلك أقيمت مصانع للورق على مثال مصانع سمرقند في دمشق وطبرية بفلسطين وطرابلس بالشام(3).

     ونهض العرب في فارس والأندلس وصقلية وأفريقية لاستثمار المعادن يستخرجونها من مناجمها ، ويحسنون تطريقها والانتفاع بها ، واستخرج الأندلسيون من مناجمهم الزئبق والتوتيا والحديد والرصاص والفضة والذهب ؛ واستثمر العرب المناجم فاستخرجوا الحديد في خراسان ، والرصاص في كرمان ، والقار والنفط وطينة الأواني الصينية ورخام طوريس ؛ والعـرب أول من استعمل الحمام الزاجل في خدمة البريد ونقله وبخاصة الأخبار السرية ، ومن ثم اقتبس الصليبيون هذا النظام وأدخلوه أوربا .

     تقول الدكتورة «سيجريد هونكة» إِن أوربا تدين بالفضل للعرب بل للشرق بمعرفة النباتات المفيدة للطعام مثل الخيار والقرع والخرشوف والسبانخ والبطيخ والشمام والليمون والخوخ ... وأخذت أوربا عن العرب طرق الرى حيث كان العرب ماهرين في هذا الفن منذ أقدم العصور .

     حتى النظافة والاستحمام وغسل الثياب واستعمال العطور والزينة قد أخذتها أوربا عن المسلمين . تقول الدكتورة «سيجريد هونكة» وهناك عادة هامة بالنسبة للعربي احتفظ بها الأوربي ألا وهي عادة الاستحمام ؛ اذ إِنه لما زار الطرطوشي(4) بلاد الفرنج ولاحظ ماهم عليه في هذا ، قال إِنه لم يشاهد في حياته أقذر منهم لا يغتسلون الا مرة أو مرتين كل عام وبالماء البارد ، أما ملابسهم فلا يغسلونها بعد أن لبسوها لكيلا تتمزق ولما اندلعت نيران الحروب الصليبية وأقبل الصليبيون على الشرق ، فشاهدوا الحمامات في كل مكان ، وحرص المسلمين على الاستحمام والتطهر والتنظيف عند كل صلاة ، وأدركوا أثر الحمامات بما فيها من وسائل الراحة والنظافة ، فهاموا بها كما هام أولئك الغربيون الذين شاهدوها في أسبانيا وصقلية ، فألحوا جميعهم في إدخالها إلى أوربا رغما من المعارضات الشديدة .

     وفضل العرب على المرأة وزينتها وأناقتها واضح فشهرة الشرق في البخور والعطور واعدادها قديمة جدا. وكان الرجال المسلمون اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام يتزينون بإطلاق اللحية، فاقتبس ذلك الصليبيون أيضا وأصبحت عادة مستحبة عند الغربيين.

15 – في الفنون والمعارف الصناعية :

     اقتبس الغرب أصول في عمارته عن العرب ، ويتجلى في أسبانيا على الخصوص تأثير العرب المعماري العظيم(5) وفي مدينة واست في شمال فرنسا بوابة نقلت زخرفة عقودها عن بوابة الفتوح بالقاهرة؛ وكذلك الحال في بوابتي باريه له مونيال «وشارليو» في أواسط فرنسا، فان الناظر إليهما يهيئ إليه أنه أمام بوابة في المدن المغربية الإسلامية ، وقد تأثرت العمارة الأوربية في العصور الوسطى تأثرًا بالغًا بالتقاليد المعمارية الإسلامية العربية ؛ وكانت أولى المناطق التي ظهرت فيها قوة هذا التأثير هي شمال أسبانيا منذ أوائل القرن الرابع الهجري في مقاطعات ليون وقشتالة.

     وقد أجمع الباحثون على أن معظم ما ابتكرته قرطبة في فن العمارة ، هي طريقة عمل الأقبية التي تقوم على عقود متقاطعة وأضلاع ظاهرة ، وهذه الطريقة تحل المعضلة الأساسية في العمارة ، وهي عمل الأسقف ، وذلك بالطريقة نفسها التي اتبعت في العمارة القوطية في أوربا بعد ذلك بقرنين من الزمان.

     واحتل الخط الكوفي مكانة ممتازة بين الموضوعات الزخرفية العربية ، وقد عبر مظهره البديع وجماله الفني أنظار العرب والمسلمين ، وشاركهم الأوربيون في ذلك مشاركة لا تقتصر على امتاع النظر؛ بل في متابعة تطوره واقتباس ما أوجبه هذا التطور من روح فنية ترتكز على التناسق في التكرار والاتزان في التماثيل .

     وكانت الفكرة الزخرفية هي وحدها التي أوحت إِلى الفنان الأوربي منذ القرن الرابع الهجري فكرة الاقتباس من حروف العربية وتسجيلها بالحفر على تيجان الأعمدة في الكنائس وعلى عقود بواباتها أو بالتصوير على صفحات الإنجيل ولوحات القديسين.

     والأمثلة على ذلك عديدة نجدها في اليونان على لوحة رخامية من إحدى الآثار البيزنطية في أثينا ؛ وفي بلدة «كالمانا» باليونان توجد كنيسة للقديس خرالمبوس وبها زخارف كوفية بديعة ؛ وفي إيطاليا توجد زخرفة جميلة بالخط الكوفي المورق على باب مقبرة مدينة كانوسا .

     وفي أسبانيا تعددت الأشكال وتنوعت فعلى افريز مذبح من كنيسة أوفيدو Oviedo حاول النحات أن ينقل عليه البسملة كاملة . وفي فرنسا نجد الكتابة الكوفية مسجلة في كنائس عدة من بينها كاتدرائية بوردو وكنيسة القديس بطرس في ريد وكاتدرائية البوى في وسط فرنسا وقد بنيت في الربع الثاني من القرن السادس الهجري ، وتظهر هذه الكاتدرائية بمجموعة قبابها وتصميم مقرنصاتها كأنها بناء إسلامي عربي المظهري والتكوين .

     وقد انتشرت في أسواق أوربا التحف الفنية من خزف وفخار وزجاج وخشب وعاج ومعدن والأباريق والصحون والمشكاوات والمسارج والمباخر والمقاصير ولقيت رواجًا كبيرًا، وأقبل على شرائها الملوك والأمراء والأثرياء؛ حتى رجال الدين، فأثارت الغيرة عند الصناع الأوربيين وحفزتهم على محاولة محاكاتها سواء من حيث أساليب الصناعة أو طرز الزخرفة .

     والذي لاشك فيه أن وفرة استيراد أوربا للتحف الإسلامية من مختلف المواد ومنذ بداية الحروب الصليبية قد تفتح الطريق أمام تطور الفنون والصناعات الأوربية تطورًا كان من نتيجته نموها نموًا باهرًا، بحيث أصبح إنتاج التحف الفنية من مقتضيات عصر النهضة الأوربية؛ ولقد اشتهرت مدينة بلنسية بصناعة الخزف ذا البريق المعدني، الذي امتازت به صناعة الخزف العربي ، كذلك اشتهرت به مالقة ، وكانت شهرة خزف مدينة بلنسية(6) قد جعلت كبار الأمراء في إيطاليا وفرنسا يوصون مصانع المدينة بصنع أوان خاصة بهم تحمل أسماءهم وشعاراتهم ، وأشهر نموذج لصناعة الخزف المطلي بالميناء الإسلامية هو الإناء الذي وجد في قصر الحمراء، والذي يبلغ ارتفاعه مترو35 سم ويظهر فيه الإبداع الإسلامي(7) .

     ومن أسبانيا اقتبس الإيطاليون أسلوب الخزف المعدني البراق ونشأت في مدينة جوبيو Jubbio مصانع نهضت بهذه الصناعة نهوضًا كبيرًا ؛ كذلك قلد الخزافون الإيطاليون صناعة الخزف الإسلامي بطريقة الرسم بالحفر، وكانت هذه بداية لاشتقاقات أخرى من أساليب صناعة الخزف عند المسلمين عاونت معاونة كبيرة على ازدهار هذه الصناعة في عصر النهضة الأوربي .

     وقد ذاعت في أوربا العصور الوسطى شهرة المنسوجات الإسلامية ودور الطراز التي كانت منتشرة في البلاد الإسلامية العربية، والتي كانت تنتج من المنسوجات أنواعاً فاخرةً متموجة الألوان أو منقوشة بخيوط الذهب والفضة .

     وأخذت مصانع النسيج في أوربا تعمل على تقليد المنسوجات الحريرية الفاخرة، وكان هذا التقليد نتيجة مصادر ثلاثة : أولها مصدر مباشر نتيجة استيراد الملوك والأمراء للأقمشة الفاخرة من بلاد الشرق الإسلامي ، وثانيها ناشيء عن استمرار المراكز الصناعية الإسلامية في انتاجها فترة طويلة من الزمن وفقا للتقاليد الإسلامية بعد خضوعها للحكم المسيحي في الأندلس وخاصة في صقلية التي كان تأثيرها كبيرًا على المدن الإيطالية ومصانع النسيج فيها، وثالثها مصدر غير مباشر استتبع تأثر المصانع البيزنطية بالأساليب الإسلامية وانتاجها أقمشة تحمل الطابع العربي والتي راجت رواجًا كبيرًا في أوربا .

     ومن الأمثلة البارزة على التأثيرات العربية في مجال النسيج تلك العباءة التي نسجت في صقلية للملك روجر الثاني (في سنة 528هـ / 1134م) أي بعد انقطاع الحكم الإسلامي في الجزيرة ، وقد نسجت هذه العباءة خصيصًا لكي يرتديها الملك في حفل تتويجه ، وهي محفوظة حاليًا في متحف فينا ، وزخارفها مشتقة من الزخارف العربية ، فضلاً عن أنه نسجت عليها كتابة باللغة العربية سجل فيها تاريخها الهجري وعبارات التبجيل والدعاء للملك وفقا للتقاليد الإسلامية .

     وعرفت أوربا الحرير «الأطلس» وسمته Atlas عن العربية ، وكذلك عرفت نوعاً من القماش العربي يصنع من شعر الماعز اسمه «مخبر» فسمته Mohair عن العربية أيضًا والخميل Gamlet وغير ذلك(8).

     ولم يختصر أثر العرب على تزويد أوربا بأفخر أنواع الأقمشة، وإِنما تعداه إِلى التأثير على طريقة الحياة ذاتها ، فيقول العلامة درابر(9): إِن أوربا لتدين للعرب بكثير من وسائل الرفاهية التي اكتسبتها عنهم، لقد علمونا فائدة المداومة على تغيير الملابس الداخلية القطنية والكتانية وغسلها ، وهي لا تزال تستعملها نساؤنا بأسمائها العربية حتى الآن ، ومن أمثلة ذلك قميص Gamice وجوبه Jupe .

     أما السجاد وهو الآن ضرورة لا غناء عنها ، فأتى إِلى أوربا عن طريق الشرق باعتباره من كماليات الموسرين الذين يتذوقون الأشياء الجيدة ، وقد اتخذه الأوربيون في بادئ الأمر تحفا تكتنز أكثر من اتخاذهم له سجادا يفترش للاستفادة منه ، وتعلم الصناع الأوربيون من المسلمين كيفية نسج السجاد المخمل (ذو الوبر)(10).

     وعن طريق العرب أيضا عرفت أوربا المرايا الزجاجية ذات الغشاء المعدني، واستغنت بها عن المرايا التي كانت تصنعها من البرنز أو الحديد المصقول(11).

الهوامش :

(1)       الأعلام : 4/257 وفي المجلد السادس من مجلة «المقتبس» بحث لأحمد زكي باشا قال فيه : إِن زين الدين الآمدي سبق «برايل» Louis Braille إِلى اختراع طريقته في الكتابة بنحو ستمائة سنة ، لأن برايل الفرنسي اخترع طريقته في نحو سنة 1850م .

(2)       المقتبس لابن حيان 144 ، والمغرب في حلى المغرب 333. وفي مجلة المقتبس 6:165 بحث لأحمد تيمور باشا قال فيه: «لا يغض من اختراع ابن فرناس – الطيران – تقصيره فيه عن الشأو البعيد ، فذاك شأن كل مشروع في بدايته».

(3)          سيجريد هونكة : فضل العرب على أوربا ترجمة فؤاد حسنين، ص 29-35 .

(4)       الطرطوشي: هو محمد بن الوليد بن محمد بن خلف القرشي الفهري الأندلسي (451-520هـ / 1059-1126م) أديب، من فقهاء المالكية من أهل طرطوشة بشرقي الأندلس. من كتبه : سراج الملوك ، و«التعليقة» في الخلافيات . (الأعلام 7:134) .

(5)          جوستاف لوبون : حضارة العرب ، ص 572 – 574 .

(6)          هـ. كريستي : تراث الإسلام، ص 126 .

        A. H. Christie : The Logacy of Islam. P. 126

(7)          جوستاف لوبون : حضارة العرب ، ص 517 .

(8)          معجم اكسفورد اللغوي التاريخي .

A. New English Dictionary on Historical Principles: oxford.

(9)          جون درابز: تطور أوربا الفكري:2/33.

(10)      أ. هـ . كريستي : تراث الإسلام ، ص 137-139 .

(11)      أول ديورانت : قصة الحضارة 4/613 .

 

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . شعبان – شوال 1426هـ = سبتمبر – نوفمبر 2005م ، العـدد : 8–10 ، السنـة : 29.